لكل منا لبنانه وثقافته
بقلم المحامي فؤاد الأسمر أمين التخطيط والتوجيه في حزب الوطنيين الأحرار
أن تطلب الشهادة والأوسمة الإلهية وتعتبر أن قتال العدو يتم بالصواريخ والعمليات الحربية هو من حقك، ومن حقك أن تُصَنِّف رائحة الدمّ والبارود ومشاهد الدمار الشامل والنزوح القاهر انتصاراً.
إنما أيضاً من حقي أن أختلف معك وأن أنشد ثقافة الأمن والسلام وأن أتمسك بحصرية السلاح بيد الجيش، وأن أواجه العدو بالوسائل السلمية والديبلوماسية والقرارات الدولية. من حقي أن أعيش وأن أحمي أولادي وأوفر لهم الحياة الهانئة والمسكن الدافئ والعلم والترقي.
من حقك أن تتعاطف مع ايران وسوريا وتتبنى الاقتصاد اليمني نموذجاً، وتعادي باقي دول العالم، ومن حقي أن أتمسك بلبنان الحريات العامة والازدهار الاقتصادي والانفتاح على الشرق والغرب، وأن أقتفي أنماط العيش الأوروبي وأرتاد مدارس وجامعات الغرب.
ان الاختلاف الثقافي يفرض حكماً اختلاف المعاني والنظرة للأمور بشتى المسائل. أنا لن أتهمك بالخيانة والعمالة وباقي التعابير الغوغائية، وبالمقابل لا يحق لك ان تنعتني بها.
لك أن تعيش وتموت كما يحلو لك ولي الحق ذاته، فلا تسعى إلى إلغائي وقمعي ولن أسعى إلى إلغائك ولا إلى نسف قيّمك ومبادئك، لا بل سأحترمها إلى أبعد الحدود.
فلنمدّ يدنا إلى بعضنا البعض وننبذ لغة الأحقاد والتخوين ولنعتمد نظاماً اتحادياً يحمي لبنان من الحروب والنكبات، يضمّ جميع أبنائه ويحترم ثقافة كل منهم ويضمن التفاعل الإيجابي في ما بينهم.
فمتى ستنتصر ثقافة الاتحاد والحوار والتعايش على غريزة الانقسام والتخوين والموت؟